تقديم عام حول مجزوءة الوضع البشري 2023
شكل موضوع الإنسان محور الفلسفة واهتمامها منذ نشأتها وسيتجلى هذا الاهتمام من خلال طرح إشكاليات مختلفة حول قضايا متعلقة بجوانب أساسية للوجود الإنساني. ومن ثم فالحديث عن هذه الجوانب هو حديث عن الوضع البشري باعتباره وضع مركب ومعقد نظرا لتداخل عدة أبعاد ولعل أبرزها: البعد (الداتي، الموضوعي، الزمني) فالوضع البشري هو مجموع الشروط والمحددات التي يتأطر ضمنها وجود الإنسان ومصيره أي مجموع العوامل التي تتدخل في تحديد طبيعة هذا الوجود وتسمح بمعرفة وفهم حقيقة الكائن البشري. ولعل ما يستأثر اهتمامنا عند الحديث عن الوضع البشري هو كونه يتصف بالتعقيد، فوجود الإنسان مقارنة مع وضع الأشياء والحيوانات هو وجود مزدوج:
فالإنسان من جهة كائن حي كباقي الكائنات يخضع للمؤثرات الطبيعية والزمنية التي تنتمي إلى وجوده الطبيعي ككائن حي، كما أنه مشروط بمجموعة من الاكراهات ما يضفي على وجوده طابع الضرورة والحتمية. ومن جهة أخرى فهو كائن عاقل واع حيث تتيح له ملكة العقل أن يدرك ذاته وأفعاله ومن ثم يستطيع أن يضع مسافة بينه وبين هاته الاكراهات والشروط التي تحيط به وتنمطه. كما أنه يسعى دائما إلى تطوير ذاته وقدراته وهذا لا يتحقق إلا بوجود الآخرين وبالاستفادة من الإرث الذي تركه الأولون.
ومن الواضح إذن أن المحددات والأبعاد الأساسية للوضع البشري ثلاثة وهي :
- البعد الذاتي (الشخص)
- البعد العلائقي ( الغير)
- البعد الزمني (التاريخ)