تلخيص درس نظام القطبية الثنائية و الحرب الباردة
مقدمة :
شكل بروز نظام القطبية الثنائية مباشرة عقب الحرب العالمية الثانية نهاية مركزية أوربا في العالم ، وقد استمر هذا النظام الدولي إلى أواخر الثمانينيات واقترن بما سمي بالحرب الباردة .
● فما السياق التاريخي لبروز نظام القصية الثانية ؟
● و ما عناصر الحرب الباردة الأولى و أزمانها ؟
● وما خصائص مرحلة التعايش السلمي والحرب الباردة الثانية ؟
1 - السياق التاريخي لبروز نظام القطبية الثنائية عقب الحرب العالمية الثانية :
إنقسم العالم عقب نهاية الحرب العالمية الثانية إلى كتلتين ، حيث وقع اختلاف بين الحلفاء في تأويل مقررات مؤتمر يالطا سنة 1945 ، فبينما تدخل الاتحاد السوفياتي في بولونيا وعمل على تشجيع انتشار الشيوعية في عدد من دول أوربا الشرقية ، لجأت الولايات المتحد الأمريكية إلى اتباع سياسة الاحتواء من خلال مشروع مارشال الذي أطلقه الرئيس هاري ترومان سنة 1947 للحد من انتشار المد الشيوعي في أوربا عن طريق تقديم مساعد اقتصادية لدول أوربا الغربية . ورد الاتحاد السوفياتي عبر مبدأ جدانوف الهادف إلى تشجيع الحركات العمالية والأحزاب الشيوعية حتى داخل فرنسا وإنجلترا وإيطاليا . و نتج عن هذا التباعد ظهور كتلتين في إطار القطبية الثنائية : كتلة غربية بقيادة الولايات المنه الأمريكية ، وكتلة شرقية بزعامة الاتحاد السوفياتي .
2- تعددت مظاهر الحرب الباردة الأولى وأزماتها مايين 1947 و 1953 :
1-2- ارتبط مفهوم الحرب الباردة بالمواجهة غير المباشرة التي شملت ميادين متعددة :
مثلت الحرب الباردة صراعا وتنافسا غير مباشر بين الولايات المتحدة الأمريكية و الإتحاد السوفياتي ، شمل هذا التنافس المجال العسكري من خلال السباق نحو التسلح وامتلاك القنابل النووية والصواريخ العابرة للقارات ومختلف الأسلحة الفتاكة ، وخلق تحالفات عسكرية. فمن جهة حلف وارسو الذي ضم دول أوربا الشرقية بزعامة السوفيات ، ومن جهة أخرى الحلف الأطلسي الذي ضم بلدان أوربا الغربية بقيادة أمريكا . وعلى المستوى الاقتصادي أحدثت بعض المنظمات على غرار 《 الكومكون 》 ، لصالح دول أوربا الشرقية والاتحاد السوفياتي والمنظمة الأوربية للتعاون الاقتصادي المدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية .
2-2- تخللت الحرب الباردة الأولى أزمات كبرى :
● أزمة برلين الأولى سنة 1949 : اندلعت نتيجة معارضة الاتحاد السوفياتي لاتفاق الدول العربية الثلاث ( و.م.أ ، وفرنسا ، وبريطانيا ) القاضي بتوحيد ألمانيا : فأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن تأسيس جمهورية ألمانيا الفدرالية في القسم الغربي بينما أعلن السوفيات عن تأسيس جمهورية ألمانيا الديمقراطية في القسم الشرقي .
● الحرب الكورية : شهدت كوريا حربا أهلية امتدت من 1950 إلى 1953 بين أنصار الاشتراكية المدعومين من الاتحاد السوفياتي والصين ، وأنصار الرأسمالية المدعومين من الولايات المتحدة الأمريكية . وانتهت الحرب بتوقيع معاهدة وقف إطلاق النار انقسمت على إثرها البلاد إلى كوريا الشمالية الاشتراكية وكوريا الجنوبية الرأسمالية .
3. دخلت القطبية الثنائية مرحلة التعايش السلمي قبل أن يتجدد الصراع في الحرب الباردة الثانية :
1-3- اتجهت الحرب الباردة نحو التهدئة بظهور مفهوم التعايش السلمي ما بين 1953- 1975 :
دخلت العلاقات الأمريكية السوفياتية منذ وفاة ستالين سنة 1953 مرحلة التعايش السلمي عبر مد جسور التواصل ، وتبادل الزيارات ، والتوقيع على اتفاقيات منع انتشار الأسلحة الفتاكة والحد من التجارب النووية التي تهدد الحياة على كوكب الأرض
2-3 . لم تخل مرحلة التعايش السلمي من الأزمات :
● أزمة برلين الثانية 1961 : شهدت ألمانية الديمقراطية الشرقية نزيفا دعغرافيا بنزوح مهاجرین كار نحو ألمانيا الغربية ، اضطر السوقيات إلى بناء جدار برلين لوقف هذا النزيف .
● الأزمة الكوبية : اكتشفت الولايات المتحدة الأمريكية قاعدة للصواريخ السوفياتية العابرة القارات في كوبا ، محاصرت الجزيرة وهددت بحرب شاملة لكن بعد مفاوضات قام السوفيات بسحب صواريعهم مقابل تعهد الولايات المتحدة الأمريكية بعدم التدخل في الشؤون الكوبية .
● أزمة الفيتنام : تورطت الولايات المتحدة الأمريكية في حرب مباشرة ضد الاشتراكيين الفيتناميين المدعومين من السوفيات والصين اضطرت معها إلى الانسحاب سنة 1971 ؛ بسبب الخسائر البشرية والاقتصادية والسياسية التي تكبدتها فاستطاعت الفيتنام الشمالية الاشتراكية توحيد البلد بعد خروج الأمريكية.
3-3- تجدد الصراع بدخول القطبين الحرب الباردة الثانية سنة 1975 :
انطلقت الحرب الباردة الثانية بالغزو السوفياتي لأفغانستان الذي عدته الولايات المتحدة الأمريكية تهديدا للأمن الدولي ؛ فردت بتقديم دعم اقتصادي وعسكري للباكستان للتصدي لأي هجوم سوفياتي محتمل ، ومن أبرز مجالات الصراع بين المعسكرين خلال هذه المرحلة :
- المجال العسكري : استأنف الطرفان سباقهما نحو التسلح ؛ إذ قام السوفيات بإنتاج صواريخ متطورة ونشر أسلحة الليزر في الفضاء الخارجي ، في المقابل طور الأمريكيون برنامج " حرب النجوم " بنشر أسلحة في الفضاء متحكم فيها عن بعد .
- المجال الرياضي : عمل كل طرف على مقاطعة التظاهرات الرياضية التي ينظمها الطرف الآخر ؛ حيث قاطعت الولايات المتحدة الأمريكية الألعاب الأولمبية بموسكو سنة 1980 ، ورد الاتحاد السوفياتي بمقاطعة دورة لوس أنجلس سنة 1984 .
خاتمة :
كلفت الحرب الباردة مجهودات جبارة لم يستطع معها الاتحاد السوفياتي مواصلة الصراع ، وشكل سقوطه فرصة للولايات المتحدة لاستكمال مشروع هيمنتها على العالم .
لتحميل pdf هذا الدرس المرجوا الضغط هنا